وكالة أنباء الحوزة - التقى رئيس السلطة القضائيّة الإيرانيّة، حجّة الإسلام والمسلمين غلامحسين محسنيّ إجئيّ، يوم الخميس (22 آبان 1404 الموافق لـ 13 نوفمبر 2025)، خلال زيارته لمدينة قم المقدّسة، بسماحة آية اللّه مكارم الشيرازيّ، أحد مراجع التقليد العظام؛ حيث حضر بيته وأجرى معه محادثاتٍ.
وأوضح آية اللّه مكارم الشيرازيّ، بعد استماعه إلى تقارير رئيس السلطة القضائيّة، أنّ البيانات التي عرضها حجّة الإسلام والمسلمين محسنيّ إجئيّ حول القضايا الجوهريّة المتعلّقة بجهاز القضاء تدلّ على إحاطته الواسعة بمختلف شؤون السلطة القضائيّة، لافتًا إلى أنّ بعض المشكلات يمكن معالجتها بسهولةٍ، بينما يحتاج بعضها الآخر إلى حلولٍ معقّدةٍ وصعبةٍ.
كما أعرب سماحته عن استيائه من إطالة أمد المحاكمات في المراجع والمراكز القضائيّة، مبيّنًا أنّ من أبرز أسباب هذه الإطالة مسألة الخبرة الفنّية في الملفّات القضائيّة، الأمر الذي يستدعي تقديم الدعم اللازم للسلطة القضائيّة، مضيفًا أنّ بعض المحامين أيضًا يسهمون بأدائهم السلبيّ في إطالة أمد البتّ في الملفّات.
وشدّد هذا المرجع الدينيّ على ضرورة اهتمام خاصّّ للمسؤولين بالشؤون الثقافيّة في المجتمع، مبيّنًا أنّ تكثيف الجهود في المجال الثقافيّ سيؤدّي إلى تقليص معدّل الدعاوى الواردة إلى المحاكم.
كما تناول آية اللّه مكارم الشيرازيّ طرح بعض المطالب المتعلّقة بالإسكان، وزواج الشباب، وتقلبّات أسعار الصرف وانعكاساتها على حياة المواطنين، وكذلك الذكاء الاصطناعيّ، مشدّدًا على ضرورة معالجة مشاكل الناس، ولا سيّما الشباب.
اقرأ أيضاً:
آية الله العظمى جوادي الآملي: الأحكام القضائية المستندة إلى الشريعة تُنزل البركات على المجتمع
وخاطب سماحته حجّة الإسلام والمسلمين محسنيّ إجئيّ مشيرًا إلى أنّ حسن نيّته ومساعيه الجادّة في إدارة شؤون السلطة القضائيّة أمرٌ ثابتٌ ومسلّمٌ، سائلًا اللّه تعالى أن يمنحه التوفيق والنجاح في مهامّه.
ومن جانبه، أشار حجّة الإسلام والمسلمين محسنيّ إجئيّ، خلال اللقاء، إلى ارتفاع حجم القضايا الواردة إلى الجهاز القضائيّ، موضّحًا أنّ تزايد المشاكل الاقتصاديّة يؤدّي بطبيعته إلى ارتفاعٍ مماثلٍ في عدد القضايا الواردة إلى الجهاز القضائيّ.
وبيّن رئيس السلطة القضائيّة أنّه تمّ اتخاذ تدابير لمواجهة مشكلة كثرة القضايا، من بينها توسيع نطاق استخدام التقنيّات الحديثة في الجهاز القضائيّ والتأكيد على إتقان الأحكام وعدم المساس بدقّتها وجودتها رغم تزايد حجم القضايا، لافتًا، في الوقت نفسه، إلى استمرار وجود بعض الهواجس والتحدّيات في هذا المجال.
كما شرح رئيس السلطة القضائيّة آليات استقطاب القضاة في الجهاز القضائيّ، مؤكّدًا أنّ الاهتمام ينصبّ على استقطاب القوى النخبويّة المؤمنة الملتزمة.
وتابع حجّة الإسلام والمسلمين محسنيّ إجئيّ مبيّنًا أنّه، في بعض المراحل والأدوار، تكون بعض الموضوعات والمقولات في المجتمع ومجال الحوكمة هي المعيار والأساس لاتخاذ القرار والعمل، ولكن في الأدوار والمراحل اللاحقة، يُثار الشكّ حول صحّة تلك الموضوعات والمقولات، بل وتُثبت الإحصائيّات والتجارب خطأها، وعندها يُتوقّع من الجهاز القضائيّ محاسبة المسؤولين عن تلك السياسات؛ ومن الأمثلة الواضحة على ذلك السياسات السكّانيّة وبعض السياسات الاقتصاديّة في الفترات المختلفة؛ وهنا مجالٌ نحتاج فيه إلى إرشادات وتوجيهات العلماء والمراجع لاتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة.
وقدّم رئيس السلطة القضائيّة توضيحاتٍ حول أسباب إطالة أمد المحاكمات في بعض الملفّات القضائية، ومن ضمنها مسألة الخبرة الفنّيّة المتعلّقة بالملفّات القضائية والتناقضات الصارخة التي تظهر أحيانًا في هذه التقارير.
وأشار حجّة الإسلام والمسلمين محسنيّ إجئيّ إلى أهمّيّة توظيف التقنيّات الحديثة في الجهاز القضائيّ، مبيّنًا أنّ السلطة القضائيّة تعمل بجدٍّ على توسيع توظيف التقنيّات الحديثة والذكاء الاصطناعيّ بهدف تسريع وتسهيل الشؤون القضائيّة للناس، مع الالتفات في الوقت نفسه إلى ما قد ينجم عن ذلك من أضرارٍ محتملةٍ، واتخاذ التدابير اللازمة لدفعها ومعالجتها؛ وأوضح أنّ من هذه الأضرار احتماليّة التلاعب المتعمّد بالبيانات وإيصال معلوماتٍ مغلوطةٍ عبر الذكاء الاصطناعيّ. وأكّد أنّ السلطة القضائيّة ترى نفسها مضطرّةً إلى تطوير استخدام التقنيّات الحديثة والذكاء الاصطناعيّ لما له من مزايا، مع المحافظة على اليقظة تجاه ما قد يرافقه من آفاتٍ.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك